"النجاح مُعدي و مفعم بالحيوية." كانت هذه الكلمات أبرز ما قاله وائل فخراني في أثناء حوارنا معه.
عندما طلبنا من وائل فخراني أن يعرف عن نفسه، أجاب: "هذا السؤال صعب... إنها المرة الأولى التي يسألني أحد هذا السؤال." يرى وائل فخراني أنه ليس ناجحاً، لأن هناك الكثير لم يصل إليه بعد. و لكنه دائماً ما يصف نفسه بالمتفائل، حيث يراه واجباً إيمانياً. و على الرغم من ذلك، فإن وائل يعترف بأنه محظوظ لعمله في شركة لها تأثير كبير وسط عدد من الزملاء الذين يصغرونه سناً ويفوقونه ذكاءاً كما يدعي " بل وأتعلم منهم يومياً عن أشياء جديدة لم أعرفها في حياتي من قبل".
عند سؤاله عن مبادرة "ابدأ مع Google"، أوضح أنها التزام من شركة Google تجاه الحكومة المصرية بناء على عقد تم إبرامه في 2009 كجانب من برنامج ترويجي لمصر عالميا في مجالات عديدة منها السياحة والاستثمار والآثار قيمته 10مليون دولار .و قد بلغ قيمة الالتزام 2.5 مليون دولار لتدعيم بنية الانترنت في مصر كإعادة إستثمار. ومنذ أكتوبر 2010، و قد بدأت جوجل في التفكير في هيكل المبادرة. فتم التفكير في بعض الاقتراحات لتنفيذ هذا الاتفاق. بعض منها كانت أفكار لإقامة مركز للتدريب ، أو تأسيس صندوق لمساعدة الشركات المصرية، أو إنشاء (Angel network)... وهي فكرة إنشاء مشروع خيري هدفه مساعدة الأفراد وجعل حياتهم أفضل ، وأخيرا دعم مجال حاضنات التكنولوجيا (Technology incubator) وهو مجال يعتمد على مساعدة المبتكرين والمبدعين لتحويل أفكارهم إلى منتج ودعمهم عند اقتحام السوق. و بعد استبعاد الكثير من الأفكار لأسباب عديدة و عدة محاولات مع إدارة Google، بدأت المبادرة تحت اسم (Startup Egypt). لجأ وائل بعدها لزملائه كريم ويسرا للمساعدة في تنفيذ المبادرة.
أهم المعايير بالنسبة لوائل عند بداية المبادرة كانت تجانس أهدافها مع هدف الطرف في عدم السعي وراء الربح. و بعد القيام بمناقصة اشتركت بها ثلاثة منظمات ، فازت جمعية عصر العلم بها ثم أشركت الجمعية شركة (Innoventures). يقول وائل: "قضينا سبعة أشهر في البحث والتفكير بالمسابقة وعندما جاء الموعد لاختيار عنوان للمبادرة ، حرصنا أن يكون فعل أمر لبث رسالة ومن هنا جاءت (ابدأ). بعد هذا عملنا وقتاً طويلاً للتحضير لكن الغاية الرئيسية من المشروع هي الاستمرارية في روح المبادرة فلا يتوقف الهدف بمجرد انتهاء المسابقة، إنما نخلق حالة من الإستمرارية لفكرة دعم المشروعات الصغيرة والأفكار المبتكرة في مصر."
و عند سؤال وائل عن سبب تحمسه الشديد لمبادرة "إبدأ" أجاب: "بالفعل أقضي وقت كبير في المبادرة. أنا أؤمن بالتكنولوجيا و الانترنت وأراها مفيدة وفعالة سياسيا، اجتماعيا، ثقافيا وأخيرا اقتصاديا... فالنجاح في المسابقة لا يتطلب سوى شخص مبتكر ومؤثر يجمع عدد من أصدقائه دون الحاجة لرأس مال . ثم إذا نجحنا في تأهيل عدد ،سيؤثر على مجموعة ثم ملايين ثم العالم العربي وهكذا." يري وائل فخراني أن المهم في المبادرة أن يشعر الجميع بالتفاؤل ، فالشخص الذي يدرس في أفضل جامعات العالم ليس أفضل إنما يستطيع أي فرد أن يصل إلي عمله وفعل ما يفعله إذا وضع الفرد في رأسه أنه يستطيع أن يفعل ذلك.
من الاسئلة الشائعة التي يرغب الناس في معرفتها هي مصلحة Google من وراء بدأ هذه المبادرة، و قد أجاب وائل فخراني أن المصلحة الرئيسية ليست لـGoogle إنما للمشتركين لكن ليس هناك شك أن هناك مصلحة لـGoogle في النهاية. فبمساعدة الأفكار المبتكرة في مجال الانترنت ، سينمو سوق الانترنت ويتضاعف وستجد Google أن النجاح حولها في كل مكان. استنادا إلى أن النجاح من الأمراض المعدية ، ستحمل جوجل هذا المرض وستحاول أن تقرع أبواب النجاح عن طريق تحسين أداء المبتكرين وهذا ما نسميه "الغيرة الصحية". فعلى سبيل المثال إذا كان هناك شخصان يبيعان ملابس بألف جنيه ، واحد منهم صمم موقع على الانترنت وأصبح يبيع بمليون جنيه... سيحاول الشخص الآخر عندئذ أن يوسع سوقه ليشمل كل العالم وهذه هي الغيرة الصحية. شركة Google تعمل بمبدأ (win-win) أي أن كل الأطراف تخرج فائزة ففكرة الـ(Adsense) وهي فكرة شراء مساحة من مدونة للإعلان عليها تقوم على فوز صاحب المدونة وصاحب الإعلان وبذلك تفوز أيضاً شركة Google.
من خلال الزيارات التي حضرها وائل فخراني مع حافلة Google إبدأ، أحس أنه كلما نبتعد عن القاهرة ، كلما زادت الإفادة. "أتمنى أن أفعل شيئا مفيدا في منطقة صعيد مصر ولا أعرف ما هو بعد. عندما كنت ألقى المحاضرات في الصعيد ، شعرت بعدم تصديق لما أقوله في البداية، و لكن شيئاً فشيئاً ، بدأت الحواجز تتحطّم بيني وبيني الجمهور." و لذلك يري وائل أنه لابد من بذل جهود أكبر للوصول إلى الصعيد.
لا يستطيع وائل فخراني التكهن بمستقبل الانترنت، فهو يرى أن الأحوال قد تغيرت كثيراً بالنسبة للانترنت من 2007 على سبيل المثال حتى الآن، "كل ما أعرفه أن المبادرة ستساعد في دفع مجال الانترنت في مصر... فإذا فازت المبادرة بـ 50 شركة فعالة ، سيتضاعف العدد وتنهض صناعة الانترنت في مصر."
يري وائل أن أكثر كتاب تأثر به هو Outliers للصحفي الكندي (Malcolm Gladwell). أذكر أنني أيضا فرضته على زوجتي وأولادي قراءة هذا الكتاب لشدة إعجابي بمحتواه." و عن أكثر مقولة ملهمة بالنسبة إليه يقول: "وأنت وسط الفشل ، لابد أن تكون بارد الأعصاب" وحضرني موقف عندما ذهبت لحضور تدريب بعنوان "فن الفشل" في IBM حيث طلب المدربون محاولة ترويض حصان لعدة أيام. لم ينجح أحد في ترويض حصانه بل وشعر الكثيرون بالإحباط والضيق وحتى الحزن لأن معظمهم يشغل مناصب مرموقة ويتحملون مسؤوليات جسيمة ولا يستطيعون ترويض حصان! دخلت في نوبة من الضحك الهستيري وقد أصبت في رأسي عند محاولتي ترويض الحصان. كان تعليق المدربون أننا فشلنا في ترويض الحصان لكن المهم ليس الفشل إنما سبب الفشل وهو أننا لسنا محترفين في ترويض الأحصنة ، لذا يلزمنا أن نكون هادئين في الفشل وأن نأتي بمن هو أكثر خبرة.
Inspiring.Thanks.
ReplyDeleteرائع جدا شكرا م وائل
ReplyDeleteهل هناك حماية للأفكار التي لم تنجح في المرحلة التمهيدية؟
ReplyDeleteAppreciated efforts Wael and his team, thanks a lot
ReplyDeleteأتمنى لك التوفيق والنجاح دائما
ReplyDeleteواتمنى ان اجد فرصة معك