Friday, October 14, 2011

مقابلة "ابدأ" مع هاني السنباطي - Sawari Ventures - الجزء الثاني



نستكمل الجزء الثاني من مقابلتنا مع هاني السنباطي ..

وضع الأشياء في السياق:

الحدس يأتي عن طريق الخبرة. بعد ١٠ سنوات من القيام بكل ما أقوم به، أصبحت الخبرة بمثابة جلد ثاني بالنسبة لي و من خلاله أقوم بإتخاذ القرارات. في البداية، تبدأ العملية بالشركة، الفريق، والإدارة، يتبعهم نوعية السوق الذي سيتنافسون مع الشركات الأخري فيه. بعد تحديد السوق، نذهب للمرحلة اللاحقة و التي تتمثل في كيفية دفاعهم عن موقعهم في السوق. بعد ذلك، يأتي دورنا لإضافة قيمة وذلك من خلال المال، النصح، و المعارف .. المال مهم، و لكن النصائح و المعارف لهم نفس أهمية المال. لذلك، قدرتك علي إضافة قيمة للشركة التي تستثمر فيها مهمة، و لذلك نجد أن المستثمرين أمثالنا يستثمرون في الأسواق و المجالات التي يستوعبوها. و لذلك أيضاً عندما يأتي أحد ما لي و يسألني إذا كنت أريد الإستثمار في شركة سوق منتجاتها في الولايات المتحدة، سأقول له أنه من الأفضل أن يعثر علي مستثمر أمريكي. الأمر ليس بسبب عدم قدرتي علي الإستثمار، و لكن لأن المستثمر الأمريكي بالنسبة لشركة سوق منتجاتها في الولايات المتحدة سيضيف قيمة أكثر مما أستطيع إضافتها و ذلك لإدراكه ماهية السوق و إمكانيته لإضافة قيمة أكثر من مستثمر لا يدرك ماهية السوق و ليس له تاريخ فيه. جمال هذا النوع من العمل يقع في عدد اللامعروفات الكثيرة .. فعلي المستثمر منا أن يعلم ما يعلمه و ما لا يعلمه، و من هذا المنطلق يستطيع أن يحكم علي ما يعرفه لأن عدد اللامعروفات كثير. نموذج مخاطرتك في عقلنا، و لذلك نتقاضى الأموال لتقييم و إتخاذ المخاطر، و لكننا نقيم الخطورة من ناحية نوعية و ليس كمية. نحن نخاطر عن طريق دعم أفكار أشخاص في طريقهم إلي أسواق لم توجد بعد. و لذلك .فعلينا أن نؤمن بإختيار هؤلاء الأشخاص و تنفيذهم و نزاهتهم، و الطريق الذين يتجهون فيه

عندما سألنا هاني عن النقاط الرئيسية التي يجب علي صاحب الفكرة التركيز عليها عند عرض فكرته عليه قال أن النقاط تختلف و لكن الأساس هو أن يكون لدي صاحب الفكرة القدرة علي التعبير عن فكرته، تحديد سوق منتجه، مستخدميه، و إظهار دافع ما وراء رغبته في بدء العمل علي هذه الفكرة. و لكن دعني أقل لك أنه إذا كنت قد كتبت مواصفات المرأة التي ترغب في الزواج منها و قارنت  ما بين هذه المواصفات ومواصفات زوجتك لاحقا .. ستجد أن هناك إختلاف ما بين الإثنين. نفس الشئ بالنسبة لصاحب الفكرة، فعندما أراه، أعرف أنه هو الشخص .. أعرف أن هذا الشخص سيقوم بعمل شئ ما. أفضل مثال علي ذلك بالنسبة لي هو هيثم صاحب فكرة Kngine، هناك شئ ما فيه، فهو لا يخاف من العمل علي فكرته ومؤمن بها إيمانا تام، و نتيجة لذلك، هو - من وجهة نظري - يقترب من حل مشكلة ما لم يقم العديد من الأشخاص التعامل معها بنفس الطريقة التي يتعامل هو بها معها الآن. هو واثق بقدراته ثقة صحية، و الفشل ليس خيارا بالنسبة له. في يوم من الأيام سألته: “ألم يطرأ ببالك أنه قد تفشل فكرتك؟” فقال لي: “لا .. لم تخطر هذه الفكرة علي من قبل.” هناك خط رفيع ما بين الثقة الصحية التي يتميز بها و الغرور، و لا يمكنك أن تميز أيا منهم إلا إذا قمت بالنظر بتمعن. من وجهة نظري، أري شخص ما و أشعر أنه يجب علي أن أسانده، و قد يتقدم لي شخص آخر بنفس الفكرة و لكن لا يزاولني هذا الشعور الذي شعرت به عندما قابلت الشخص الأول. الموضوع يعتمد علي الحدس.

كيف تحصل علي المال اللازم للإستثمارات؟

يقوم عشرة أشخاص بإعطائنا مبلغ من المال و نحن نديره بالنيابة عنهم. نحصل علي نسبة 2٪ من أجل مصاريف التشغيل، و نسبة20٪ من الربح بعد بيع الأسهم فنحن لا نجني المال إلا في حالة بيع الأسهم. و لذلك، إذا ربحوا فنحن نربح، لو لم يربحوا فلن نربح. يقوم الأفراد بإعطائنا مال يكفي لأن نستثمره في 10 - 20 شركة. نقوم ببيع حصتنا في هذه الشركات بعد فترة و نستثمر مرة أخري في شركات جديدة  وهكذا. نحصل علي المال من الأفراد المؤمنين بأنه بإمكاننا أن نحقق لهم عائد جيد، ولا نقوم ببيع حصتنا إلا بعد التأكد من أن الشركة قد وصلت إلي مرحلة مرضية للجميع و هذا هو جمال هذا النظام. رواد الأعمال يتمسكوا بشركاتهم و هذا خطأ لأنك قد تخطأ في إتخاذ قرار البقاء في الشركة ولا تستطيع أن تقلل من خسائرك بعد ذلك إذا حدث خطأ ما. و لذلك فنحن نجد أنه في مقابل شركات عملاقة مثل Oracale Microsoft، و Google و الذين ما زالوا مستمرون منذ نشأتهم و حتي الآن، ١٠٠ شركة تباع بعد ٥ سنوات من نشأتها، و لذلك لدينا رواد أعمال يحتوي تاريخهم علي أكثر من شركة. فرائد الأعمال الجيد هو من يستوعب أن الأفكار لا تنتهي، و عالمنا في تحرك و تغير دائم و مستمر. هذا التغير سريع لدرجة أنه بإمكانك أن تطور أفكار جديدة في وقت زمني قصير، و لذلك أنصحك بألا تتمسك بفكرتك و أن لا تقع في حبها حتي لا تتأخر في الخروج منها بأقل الخسائر لاحقا. ففي بعض الأحيان، تبدأ شركة و بعد ثلاثة سنوات من رئاستها تجد أنك لست الرجل القادر علي إدارتها. قد تجد أنك رئيس جيد في مرحلة التطوير و لكنك لست بجيد عندما يحين موعد التسويق، و لذلك، ننصحك 
بالمضي قدما و ألا تتمسك بشركتك لفترة طويلة.




لقراءة الجزء الأول من المقابلة http://goo.gl/9WNRA
بطاقة تعريف:

يعد هاني السنباطي  واحدا من أكثر الأفراد خبرة في منطقة الشرق الأوسط  مع أكثر من 12 عاما من الخبرة في مجال استثمار رؤوس الأموال، فقد كان شريكا في المجموعة المالية (هيرميس) ورئيساً لقسم TMTأو (التكنولوجيا والإعلام وقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية)  ومشاريع استثمار رأس المال بنفس المجموعة قبل إنشاء Sawari Ventures.  ، أدار هاني  أكثر من 200 مليون دولار من الاستثمارات ذات الصلة  بمجال الTMT عندما كان في المجموعة المالية هيرميس وشارك مع  العديد من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا في المنطقة مثل ( Maktoob.com, LinkdotNet, ITWorx, Raya, NextMedia

وكان هاني أيضا سببا رئيسيا في تأسيس  قسم (Ideavelopers) في شركة هيرميس - وهو قسم خاص باستثمار رأس المال - وتأسيس صناديق تنمية التكنولوجيا ، والتي تهدف إلى رعاية وتنمية الجيل القادم من الشركات  المختصة بمجال TMT . قبل انضمامه إلى المجموعة المالية هيرميس ، عمل كمهندس للتنمية في موزع شركة موتورولا في مصر. هاني حاصل على بكالوريوس وماجستير في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من امبريال كوليدج في لندن ، المملكة المتحدة.

2 comments: