كان بول بوشهايت الموظف رقم 23 في شركة Google. لكن هذا لم يمنعه من إبتكار Gmail ، والمساهمة في تطوير ما يعرف بـWeb 2.0 (وهو مصطلح يجمع كل التقنيات الجديدة التي طرأت على شبكة الإنترنت مثل: المدونات ، وشبكات التواصل الإجتماعي وخصائص البريد الإلكتروني الجديدة) ، كما طوّر أول نموذج للـAdSense وهو البرنامج الذي تستخدمه Google في إدارة الإعلانات على المواقع... وأخيرا ابتكر شعار Google عام 2000 "Don't be Evil'' أو"لا تكن شريرا" في إجتماع انعقد في عام 2000 حول مبادئ الشركة. إن إسهامات بوشهايت لشركة Google فاقت الكثير من إسهامات الكثير من مؤسسي الشركة ،مع العلم أن Gmail نشأ كشركة مبتدئة داخل Google يعمل بها مجموعة صغيرة إلا أنه حقق نجاحا كبيرا بالرغم من المعارضة الكبيرة التي لحقت بهذه المجموعة وGmail. التالي هو مقتطفات من حوار جيسيكا لفينجستون مع بول بوشهايت: دعنا نعد إلى البداية، أكان Gmail مشروعا جانبيا أم أن Google كلفتك به؟
في الحقيقة ، إنها مزيجا بين هذا وذاك فقد بدأت العمل على برنامج البريد الإلكتروني منذ 1996 لكنه لم يجد سبيلا على أرض الواقع. والغريب أنني كنت أطلق عليه في الوقت اسم Gmail. لم أكن راضيا عن خدمات البريد الإلكتروني عندما كنت في الجامعة حيث كان علي أن أرجع إلى غرفتي كل مرة أردت الدخول على بريدي الإلكتروني. لهذا، فكرت أن أصمم بريد إلكتروني على الويب. كان عملي في Google يختص بالـGoogle Groups التي كانت مختلفة قليلا عن الآن لكنها لازالت مرتبطة. بعد أن اكتمل الجيل الأول من Google Groups ، سألوني إذا كنت أريد أن أصمم نوعا من منتجات البريد الإلكتروني أو الخدمات ذات الطابع الشخصي. لم يكن هناك مخطط عمل محدد حول هذه الفكرة سوى الإهتمام بهذا المجال... هذا الإهتمام كان كافيا لي كي أتحمس لإنجاز هذا المشروع.
أي أنهم لم يطلبوا منك تصميم منتج للبريد الإلكتروني؟
كان محط إهتمام ولم يعطني أحد قائمة بالخصائص المطلوبة. Google كانت تُصنف وقتها على أنها شركة متخصصة في البحث فقط. ولهذا ظللت أعمل وحدي لفترة طويلة على هذه الفكرة. نجحت في تصميم النسخة الأولى من Gmail باستخدام الكود المستخدم في Google Groups حيث كانت تبحث في البريد الإلكتروني الخاص بي فقط ثم أطلقت النسخة لبعض مستخدمي Google ووجدوا أنها مفيدة... ومن هنا تطورت الفكرة.
عندما صممت النسخة الأولى ، أكنت تهدف إلى تصميم برنامج إلكتروني أفضل أم تصميم وسيلة تتيح لك إمكانية البحث في بريدك الإلكتروني؟
كلاهما ، لأنني كنت في أمس الحاجة للبحث في بريدي الإلكتروني فقد كان يرد على بريدي حوالي 500 رسالة يوميا لذا كانت النسخة الأولية للبحث في البريد الإلكتروني فقط. كان نصا حرا مثل خاصية بحث Google تمكنني من البحث عن المرسلين والكلمات داخل البريد الإلكتروني.
أكان من المفترض أن يكون هذا المشروع هو عملك لدوام كامل أم جزء من المشروعات التي كانت تشغل حيز 20% من وقتك؟
لا يوجد شيء لدوام كامل. لقد كنت أنجز بعض المشروعات الاخرى بجانب مشروع البريد الإلكتروني ومنها تطبيق الـAdSense المختص بالإعلانات الموجهة للمحتوي. أذكر أنني صممت هذا التطبيق في أحد أيام الجمعة! ظللنا نتحدث عن هذا التطبيق لفترة طويلة حيث كان هناك إعتقاد أنه لن ينجح لسبب غير معروف، لكنها بدت في نظري مشكلة تستحق الإهتمام. لكنني ذات يوم نفذت النظام الموجه للمحتوى كمشروع جانبي... ليس لأنه كان من المفترض أن أنفذه لكنني كنت مهتما به وفعلا نجح في النهاية. كان التصميم عبارة عن نموذج أولي غير متقن لكن هذا التصميم دفع الجميع للتفكير أن الفكرة ممكنة حيث صممته في يوم. بعد ذلك ، تولى آخرون مسؤولية المشروع واجتهدوا في تحويله إلى منتج حقيقي. فأنا أحب الغموض والمجهول فيكفي المرء أن يتعلم الكثير في رحلة مثل هذه حتى إن لم تسر الأمور على ما يرام. الجميع يجازف في حياته فيقودون سيارتهم إلى العمل لجني المال ، لكن لا يعترف الجميع بتلك المجازفة إنما يحبون التظاهر بأن كل شيء يخلو من أي مجازفة. يجب أن يفهم الجميع أن في البداية يبدو الأمر وكأنه ليس صوابا لأنه غير مألوف لذا فإنه يتطلب الإعتياد عليه حتى يتمكن الجميع من تقبله
إذاً فقد قدمت شيئين مبتكرين في Google؟
لقد نفذت الكثير من المشاريع بالصدفة ، وغالبا ما كنت أقوم به لا يتحول إلى مشروع حقيقي لأنني أحب فقط أن أجرب أفكارا والكثير منها لا يتحقق على أرض الواقع.
أخبرني عن أصعب الجوانب؟
1. كانت المساحة التخزينية المعتادة نحو 2 أو 4 MB لكننا وفرنا 1 GB حتى أن الجميع ظن أنها مزحة حيث أطلقنا لخدمة Gmail في الأول من أبريل.
2. نظام التشغيل معقد للغاية حيث يجب أن يحتفظ النظام بعدة نسخ من البيانات والنسخ الإحتياطية مما يتطلب دراسة عميقة حتى لا نضطر للإستعانة بجيش من الموظفين.
3. فكرة برنامج Gmail جديدة على الشركة فللجميع أن يتصور أن Google تتحول من شركة تعمل في مجال البحث على الويب إلى تقديم الكثير من المنتجات المتطورة.
4. فكرة البريد الإلكتروني تختلف عن البحث عن الويب لأن البحث يتطلب فحص الشبكة وفهرسة تلك البيانات حيث أن زمن الوصول الذي يفصل بين إنتقال الإشارة من نقطة إلى أخرى يختلف ثم يتطلب أخيرا إحضار الصفحة لكي تصبح قابلة للبحث. على عكس البحث، ولكن في البريد الإلكتروني يجب أن يكون كل شيء فوريا وسريعا دون أن تضيع أي من البيانات.
ما السمة المفضلة لديك في Gmail؟
سمة التكملة الأوتوماتيكية (Auto Complete). لم تكن متاحة لأي من مقدمي خدمة البريد الإلكتروني. وبعد إتاحتها، ليس على المستخدم أن يتعب ذهنه في تذكر البريد الإلكتروني مما يوفر الوقت على المستخدم.
ما السمات الأخرى الجديدة؟
سمة مظهر المحادثات فعندما تضغطين على إحدى المحادثات تحصلين على جميع الرسائل في صورة بطاقات بدلا من رسائل منفصلة. وقد جاءت هذه السمة عن طريق عمل الفريق في Google Groups التي طورنا فيها هذه السمة كما أننا كنا نعاني من إجابة أربعة أو خمسة أشخاص عن الرسالة نفسها بعد أربع أو خمس ساعات من الرسالة الأصلية مما يتطلب منك كتابة الردود. لكن بدلا من أن يجمع المستخدم أجزاء الرسالة والردود مما يعرضها للضياع والتبعثر فإننا قمنا بهذا الأمر.
يبدو أنك تقمصت دور المستخدم عندما صممت Gmail؟
بالطبع ، فعندما نشعر بمشكلة معينة أو يشكو أحد المستخدمين من شيء... ندرس المشكلة ونحاول أن نحلها لتحسين الخدمة التي نقدمها لهم. فهناك الكثير من التحسينات التي تم إدخالها فنحن على سبيل المثال أتحنا الـ Gmail بـ43 لغة جديدة غير الإنجليزية. بالنسبة للمتحدثين بالانجليزية ، لا يعد الأمر مهما لكنه مهما جدا لبقية المستخدمين الذين لا يتحدثوا الإنجليزية.
ممن تعلمت في Google؟
كنت ألاحظ عمل القطاعات الأخرى في Google وأتساءل "هل ينطبق هذا علينا؟" "أيمكننا إعادة إستخدام تلك التقنية؟". كان من جانب التحدي هي أن نعرف متى نقلد القطاعات الأخرى من Google ومتى ندرك أن مشكلتنا تختلف تماما عن تلك التي يواجهونها ومن ثم ننفذ شيئا جديدا.
لكل مشروع ناجح مميزات ، حدثني عن تلك المميزات التي تتمعتون بها والتي جعلت مجموعة Gmail كشركة صغيرة داخل Google؟
أظن أن العناصر البشرية أهم مورد... تتمتع الشركة بكثير من الموظفين ذي الأفكار الرائعة. صحيح أن الحظ عامل مساعد في كل شيء ، ولكنه ليس كافيا وحده فالأمر يتطلب أكثر من الحظ لتشييد كيان يتميز بكل هذا النجاح.
ما ترتيب إلتحاقك بـGoogle؟
الثالث والعشرون
سمعت أنك الذي ابتكرت مبدأ "لا تكن شريرا" أرجو أن تخبرني المزيد عن ذلك؟
فكرت في مبدأ مختلف لا يكون اعتياديا مثل "الكفاح من أجل التميز" كما يصعب استبعاده فور تطبيقه... فخطر لي عبارة "لا تكن شريرا - Don't be evil" وهي إشارة لبعض الشركات التي تستغل المستخدمين لمنتجاتها ، فبعض من منافسينا يخدعون المنافسين ببيع نتائج البحث دون أن يعرفوا أنهم يبيعونهم الإعلانات. كان هدفنا أن نفصل بين نتائج البحث والإعلانات. عندما وافق الجميع على الشعار، بدأ Amit Patel -وهو من ألح إلى جانبي على إدارة الشركة لتبني هذا الشعار- في كتابة هذا الشعار في كل مكان في الشركة لأنه هو القيمة الوحيدة التي نريد الجميع أن يلم بها.
ما النصيحة التي تقدمها لمن يعمل في شركة متخصصة في التكنولوجيا ولديه فكرة رائعة يرى أنها ستساعد الشركة؟
هذا يعتمد على موقف الشخص بالإضافة إلى مدى ميله لتجنب المجازفة. في هذه الحالة ، ينبغي له أن يؤسس شركة أو يذهب إلى مكان آخر يحصل فيه على تلك الفرصة. وإذا كان هذا الشخص لا يحتل مركزا مرموقا في الشركة ويحاول أن يغير ثقافة الشركة بالكامل فأشك أنه يستطيع هذا.
هذا الحوار مقتبس بتصرف من كتاب "المؤسسون في عالم الأعمال" تأليف جيسيكا ليفينجستون
أكثر من رائع !
ReplyDeleteرائع سأشتري الكتاب :D
ReplyDelete