شارك إيفان ويليامز في تأسيس شركة Pyra Labs عام 1999. حيث كانت الشركة تعتزم في الأساس تصميم أداة على الويب لإدارة المشاريع. وقد صمم ويليامز خدمة Blogger لإدارة مدونته الخاصة ، وسرعان ما أصبحت آلية مهمة لمشاركة الأفكار داخل شركة Pyra Labs. بمجرد إطلاق الخدمة علنا ، حققت نموا سريعا مما أدى إلى تركيز الشركة على هذه الخدمة. لكنها لم تدر عائدات كبيرة في البداية. تسبب هذا الإخفاق لخدمة Blogger في التأثير على الشركة حتى أصبحت على شفا الإنهيار في عام 2001. ويليامز لم يستسلم وظل يعمل وحيدا في الشركة حتى تمكن من إنقاذ الشركة. بحلول عام 2003 ، وصل عدد مستخدمي Blogger إلى مليون مستخدم. هذا النجاح دفع شركة Google للإستحواذ على شركة Pyra Labs لتكن الشركة الأولى التي تستحوذ عليها Google . في عام 2004 ، ترك ويليامز Google للمشاركة في تأسيس شركة تقدم خدمات Podcast تسمى Odeo. التالي هو مقتطفات من حوار إيفان ويليامز مع جيسيكا ليفنجستون.
أخبرني ، كيف أسست Pyra Labs؟
لطالما كنت أميل للأعمال الحرة حيث أسست شركتين قبل Pyra Labs. في نهاية عام 1998 ، قررت تأسيس الشركة. لم يسبق لي العمل في مجال محدد حيث علّمت نفسي بنفسي على المستوى التقني. أولى تجاربي لم تكن ناجحة حيث استغرقت أول شركة 3 سنوات حتى انهارت. لا أنكر أن هذه التجربة كانت مؤلمة للغاية لكنني تعلمت الكثير منها بل وكنت واثقا أنني سأؤسس شركتي الخاصة. التحقت بالجامعة ثم تخلفت لعدم شعوري بالحاجة للحصول على شهادة جامعية. رحلت بعد ذلك إلى كاليفورنيا لأنني لم أجد ذاتي في نبراسكا وحصلت على عمل في شركة تسمى O'Reilly. علمت نفسي تطوير تطبيقات الويب في خضم فترة إزدهار الإنترنت ، عملت مطورا متعاقدا لتطبيقات الويب لمدة عام ونصف حيث عملت لصالح شركات مختلفة مثل Intel و HP حتى وصلت للمرحلة التي قررت فيها أن أؤسس شركة أخرى. فكرة شركة Pyra Labs كانت تدور في رأسي ، تتلخص الفكرة في إدارة المشروعات على الإنترنت. فالفكرة هي تصميم نظام لإدارة المعلومات الشخصية ومعلومات المشروعات. المشكلة كانت في التمويل... التمويل بشكل عام يعتمد على العلاقات فعليك أن تتعرف على الأشخاص المناسبين سواء أن كنت في فترة نجاح أو فترة عصيبة. المهم ليس التعرف على الأشخاص إنما التوصل لطريقة للتفاهم معهم. وهذه كانت مشكلة شركتي فلم أكن أعرف أحدا كما أن الشركة لم تظهر بعد على ساحة الشركات المبتدئة. بمساعدة صديقة لي تسمى ميج هوربان وهي تعمل في مجال الإدارة، تمكنت من التعاقد مع بعض الشركات لتوفير المال للشركة. أذكر أنني كنت قد تعاقدت مع شركة HP بشكل شخصي لكنني حولت هذا العقد إلى عقد لشركتنا. كنا نعمل بموجب هذا العقد قليلا ثم نعمل في مشروعنا قليلا وهكذا بدأنا.
متي أدركت أن المشروع سينجح وقررت أن تتفرغ له؟
كان الأمر بالنسبة لي بلا رجعة. أما ميج فقد احتفظت بعملها لعدة شهور لأننا كنا مؤمنان بالفكرة تماما. لم تمنعنا مشكلة التمويل من العمل داخل الشركة لأننا لم نكن نعرف السبيل وراء هذا فقررنا أن نركز على تصميم المنتج أولا.
إذا فقد صممت المنتج أولا ، وبعد ذلك هل اضطررت للحصول على تمويل أم واصلت الإعتماد على عائد الأعمال الإستشارية التي كنت تقوم بها؟
لقد قمنا ببعض المحاولات ، فقد تحدثنا إلى بعض الذين نعرفهم لكن بلا تقدم. أذكر أننا كتبنا خطة عمل وفي العام الأول للشركة اعتمدنا على أنفسنا. كان المصدر الأساسي للتمويل هو عملي مع HP أي أن شركة HP هي التي مولت Pyra Labs في عامها الأول. بدأنا ننفذ المشروعات في نوفمبر 1998 وتفرغت ميج للعمل بالشركة في فبراير وأذكر أن أول موظف لدينا كان بول بوش وقد التحق بشركتنا في مايو1999. حصلنا على مكتب في احدى ضواحي سان فرانسيسكو وبدأنا في العمل.
إذن بدأت التركيز على تطوير خدمة Blogger.com في ذلك الوقت؟
ليس سريعا إنما بدأنا أولا في جمع كل أنواع التصميمات والأفكار الكبرى. كان لنا مدوتنا الخاصة بالشركة وقد كان شيئا جديدا. في مارس 1999، خطرت لي فكرة خدمة Blogger والتي استدمناها من الأنشطة التي كنت أزاولها من قبل كما كانت مستمدة من الطريقة التي كنا ننشر بها المدونة الخاصة بالشركة على موقع خارجي. اقترحت أن نحول خدمتنا إلى منتج لأنني كنت مهتما بتسويق المنتجات. هذه الفكرة كانت معضلة لأن التركيز كان بين أهم الدروس التي استفدتها من إنهيار شركتي الأولى حيث كنت أعمل في 30 مشروعا في نفس الوقت. فبالطبع ، افتقرت إلى التركيز مما تسبب في عدم إكمال أي منهم. ظلت الفكرة تلح علي كثيرا... فكرنا أن نجعل مدونة الشركة هي منتجنا لكنه أمر سهل للغاية بل وتافه. التمويل كان سببا في تفكير عميق لأننا بإطلاق خدمة المدونات سنوسع نشاطنا ليشمل منتجين: مدونة الشركة وخدمة إنشاء المدونات. في يونيو 1999 ، أطلقنا تطبيق Pyra. وقد حاز إستقبالا طيبا وإن كان محدودا.
أذكر أنني اكتشفت المبرر وراء إنشاء خدمة Blogger أثناء تطويره إذ كان المشروع يقوم على فكرة محاولة البحث عن حل لمشكلة كبيرة للغاية ألا وهي ترتيب جميع معلومات المستخدمين. وجدنا أن المشكلة أكبر من أن نطلقها للجميع فما كان إلا أن وجهنا الأداة لفئة بعينها وهي فئة مصممو المواقع فيستخدمون Blogger لتكون مكانا يتعاونون فيه. ابتكرنا ذلك التصميم حيث كانت Blogger إحدى التطبيقات المصغرة في ذلك التصميم. حددنا يومان للإنتهاء من التصميم ولكن التصميم استغرق اسبوعا.
وهل اشتهر بسرعة؟
لم يحقق شهرة واسعة في البداية لأنه كان يتسم بطابع تقني بعض الشيء. فكان للمستخدم على سبيل المثال أن يكون له موقع ، ويعرف المقصود ببروتوكول نقل الملفات. بدأت المدونات الأخرى في الإشارة إلينا مثل بيتر ميرهولز (الذي ينسب إليه فضل صياغة كلمة blog). الآن أصبح لنا منتج يستخدمه الجمهور ، لكنه ليس المنتج الحقيقي! كان إهتمامنا أن نقدم منتج يوفر لنا عملا دائما وهذا لم نراه في Blogger. كنا أمام مفترق طرق ، فنحن ثلاثة أشخاص نفتقر للتمويل الحقيقي ونحتاج أن نتخذ قرار إما أن نطور تطبيقا يدر دخلا أم أن نكمل في فكرة Blogger. في النهاية ، أجرينا تعديلا على خدمة Blogger جعلته أفضل بكثير وبدأ الناس في استخدامه.
هل بدأتم تربحون نقودا؟
كلا ، ليس بعد وقت طويل. لكن خدمة Blogger هي التي عرفت الجميع على شركتنا في سان فرانسيسكو ثم في وادي السيلكون حيث أعجب الجميع بطريقة نشر المدونات. بدأ الناس في إستخدام تطبيقنا الآخر لكنه لم يكن مكتملا لأنه كان أكثر تعقيدا. في بداية 2000 ، حصلنا على تمويل من شركة حين عرضت عليهم منتجاتنا. وتمويل آخر منفصل قيمته نصف مليون دولار.
هل ساورك قلق من محولة المنافسين تقليد خدمة Blogger نظرا لبساطتها؟
لقد استغرقت فكرة المدونات فترة طويلة كي يفهمها الجميع. كنا نشعر بأنه ينبغي لنا أن نحسن الخدمة ونخصص المزيد من الوقت لذلك. كنا نفكر ما إذا كانت الخدمة تصلح لجني الأرباح؟ كما كنا نفكر في السر وراء إعجاب الناس بها حتى نطور الجوانب الإيجابية. كنت مترددا بشأن Blogger لكن في النهاية استحوذت على تفكيرنا عندما رأينا صداها في نفوس الناس وإعجابهم بها. حصلنا على التمويل في 2000 كما ذكرت وهي بداية فترة الإنهيار ثم زاد عددنا إلى سبعة. وبعدها بوقت قصير قررنا التركيز على Blogger وتطويرها.
ولكنكم لم تتقاضوا من المستخدمين أي رسوم؟
لا... لم نحصل على أي نقود ، كان هدفنا هو إحداث ضجة ومن ثم سنجني الأرباح من وراء النجاح. إلا أن النقود بدأت تنفذ مما عرض الشركة للإنهيار بعد أن فشلنا في الحصول على ممولين بالرغم من علاقاتنا الجيدة. قررنا إطلاق بعض الخدمات التي تتاح بمقابل مادي. المشكلة في الحيرة بين إتاحة الخدمة للشركات والمؤسسات أو المستخدمين العاديين. إذا ركزنا على خدمة الشركات ، سينهار العمل الموجه للمستخدم العادي. فكرنا في النهاية إلى إطلاق حساب مدونة للمحترفين Blogger Pro في أواخر 2000 وأضفنا لها بعض السمات لكن لم يكن ذلك العرض الجذاب الذي يجعل الناس يدفعون مالا للحصول على خدماتنا. جاءنا العرض الأول من شركة Moreover وهي شركة تختص بتجميع عناوين الأخبار حيث عرضت علينا الشركة ما يقرب من مليون دولار من أسهمهم لاستحواذ على Pyra Labs وبذلك يحصل كل منا في Pyra Labs على وظيفة. لكن في النهاية لم يوافق مجلس إدارة Moreover على فكرة الإستحواذ. عرضت علينا شركة أخرى فكرة الاستحواذ لكننا لم نوافق. وصل بنا الحال أننا أعلنا للموظفين أن الشركة ستصفى حيث أننا لا نملك مالا كافيا لدفع رواتب الموظفين. كان يجب أن أظل في الشركة لأنني أخذت نصف مليون دولار من نقود الآخرين كما أن الخدمة مازالت تعمل بعدد كبير من المستخدمين. المحزن في الأمر أن زملائي في الشركة لم يرحلوا وهم راضيين مما كلّفني ما يقرب كل النقود التي حصلت عليها كراتب في الشركة على المحاميين.كما بدأ الجميع في الحديث عني أنني طردت زملائي ولم أعطهم رواتبهم ,. لكنني وحيدا حاربت حيث كان غرضي الأساسي هو المحافظة على الإستمرار في تقديم خدمة Blogger حتى أن نفذت ما أريده وهو إطلاق خدمة Blogger Pro وحققت صدا طيبا حيث أن شركة في البرازيل عرضت عرضا مغريا للحصول على ترخيص باستخدام Blogger وكان هذا في عام 2002. وفي عام 2003 ، طرقت Google أبوابنا عن طريق تيم أوريلي الذي كنت أعمل في شركته. الإنضمام لـGoogle لم يكن بالأمر الهين حيث كانت شركة تعمل في مجال محرك البحث وأذكر أنني قضيت وقتا عصيبا في التفكير في عرض الاستحواذ ذلك.
متى كان أكثر وقت أردت الإنسحاب؟
في أوقات كثيرة في 2001 ، فقد كنت أحصل على تقييمات سلبية على الويب كما أن ما آلمني أن أصدقائي القدامي كانوا يضعون تعليقات سلبية أيضا... كنت مجنونا لكل من يعرفني، لكن فيما بعد تقبل معظم موظفي Pyra Labs القدامي الأمر. كنت كثيرا ما أسمع عن شكاوي توقف الخدمة عن العمل. في خضم كل هذا ، لا أطن أنني كنت على شفا الإنسحاب لقد كنت شديد التفاؤل على أمل أن تتحسن الأمور في الغد كما أنني لم أستطع التوقف عن التفكير في المنتج وما سأصممه بعد ذلك. أذكر أن الموقع تعرض للقرصنة في يوم الكريسماس عندما تمكن شخص من إجراء تحديث على قاعدة البيانات لتصبح كلمة مرور آلاف المستخدمين الرقم 1. قضيت الكريسماس وقتها محاولا إحتواء الموقف حيث انتهت فرصتي للاستمتاع بالعطلة!
ما النصيحة التي توجهها للآخرين؟
أظن أن التنازلات دوما ما تقضي على الأفكار الرائعة. يجب أن يتمتع المرء بالقدرة والقوة في تجاهل من يحاول إقناعك بالعدول عما تتمسك به. أيضا إذا اتفق الجميع معك فتفسير ذلك أنك لا تأتي بأي شيء جديد. إنني لم أحب المدرسة قط نظرا للظروف التقليدية للتعليم ، فالحصول على درجات جيدة في كلية جيدة يعتبر أحد مقاييس الذكاء ولكنه قد يكون مؤشر بأنك ممن يحبون اتباع القواعد. إن الحظ غالبا ما يبدو سيئا في البداية ، فعدم إكتمال عروض الاستحواذ القديمة كانت تقدر بسوء الحظ وقتها لكنني أعرف الآن أنها كانت من حسن الحظ. من الدروس التي استفدتها أيضا ، إذا كانت لديك خطة ولم تسر كما خططت لها ، فتحرك معها ، فلا سبيل لمعرفة ما إذا كانت تصلح أو لا إلا فيما بعد.
ما أكثر ما فاجأك؟
لم أجيد الإهتمام بمشاعر الآخرين مما تسبب في نشوب المشكلات مع بعض الزملاء. أظن أنني تفاجأت من نجاح شيء بسيط. فالخدمة التي صممناها لم تكن سوى الجمع بين عدة أشياء. فمن الرائع أن يجد المرء أنه يحقق نجاحا باهرا إنطلاقا من فكرة بسيطة. فالبساطة تنطوي على القوة.
هذا الحوار منقول بتصرف من كتاب "المؤسسون في عالم الأعمال" تأليف جيسيكا ليفينجستون
No comments:
Post a Comment