Wednesday, January 18, 2012

المماطلة وتأثير زيجارنيك


عالمة النفس الروسية بلوما زيجارنيك 





تقدر الأبحاث أن 24% من الأشخاص يصفون أنفسهم بصفة "المماطلة المزمنة". تتسم ظاهرة التأجيل المستمر للأعمال اليومية بالتعقيد حيث تنتشر لعدة أسباب منها: الخوف من الفشل ، الطبيعة الكمالية للشخص ، صعوبة التحكم في النفس ، الميل إلى رؤية المهام ككتلة كبيرة دون تقسيمها ، والشعور بالملل وعدم القدرة على العمل.

هناك طريقة للتغلب على المماطلة وتأجيل الأعمال طورتها عالمة النفس الروسية بلوما زيجارنيك عام 1927. عندما كانت تجلس  زيجارنيك في إحدى المقاهي مع أستاذتها لاحظت ظاهرة غريبة بين الزبائن وندلاء المقهى. هذه الظاهرة تتلخص في الآتي: عندما يطلب الزبون الفاتورة ، يتمكن النادل بسهولة من تذكر الطعام الذي طلبه ذلك الزبون. لكن إذا دفع الزبون الفاتورة ثم بعدها بدقائق سأل النادل عن أنواع الطعام التي طلبها ، وجد النادل صعوبة في تذكر الطعام. هذه الظاهرة تبرز عملية دفع الفاتورة وكأنها تدفع النادل إلى نسيان أنواع الطعام التي طلبها الزبون.
أجرت زيجارنيك عدة تجارب عملية حيث كلفت عدد من المتبرعين بمهام بسيطة كجمع بعض اللعب في صناديق وترتيب المكاتب. أوقفت زيجارنيك عن قصد عدد من المتبرعين قبل إنتهاء مهمتهم. بعد ذلك ، سألت الجميع عن تفاصيل مهمتهم فلاحظت أن من توقف عن إكمال مهمته وجد سهولة في الحديث عنها. فسرت زيجارنيك هذا الأمر أن العمل الغير مكتمل يترك في عقل الإنسان نوع من القلق النفسي وعندما ينتهي الإنسان من عمله ، يحاول العقل أن يتناساه لأنه كان مصدر قلق له. لكن إذا امتنع الشخص عن إكمال ذلك العمل سيبدأ العقل في الإلحاح عليه حتى ينتهي منه.

إذاً ما علاقة هذا بالمماطلة؟ إن الأشخاص الذي يؤجلون أعمالهم يجيش في صدورهم شيء من الخوف والرهبة من كبر المهمة الواجب إتمامها. تنصح زيجارنيك أن بضع دقائق من العمل على هذه المهمة تخلق عقلا منشغلا. هذا العقل المنشغل سرعان ما يلح على صاحبه حتى ينتهي من هذا العمل الذي يؤرقه... تفيد الأبحاث أن الإنسان قادر على إتمام أصعب المهام فقط إذا بدأ عقله في الإنشغال بها لعدة دقائق.  اجبر نفسك على الإنغماس في العمل لبضع دقائق حتى يتعلق عقلك بهذا العمل وتتغلب على المماطلة.

هذا المقال منقول بتصرف من كتاب   "59seconds" لمؤلفه ريتشارد ويزمان           

1 comment: